د.محمد العريفي
1/ لا يجوز للمرأة أن تخرج إلى الرجال متبرجة متزينة
متعطرة، حتى لا تحصل الفتنة منها وبها، فكم حصل من جرّاء التساهل بذلك من
أمور لا تحمد عقباها. قال الله تعالى: (ولا تبرجن تبرج
الجاهلية الأولى) [الأحزاب: 33] وقال صلى الله عليه وسلم: (أيما
امرأة استعطرت فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية) رواه أحمد والثلاثة
وقال الترمذي حسن صحيح. وصححه ابن خزيمة وابن حبان. وعن أم سلمة رضي الله عنها
قالت: (لما نزلت (يدنين
عليهن من جلابيبهن) [ الأحزاب: 39]
خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية)
رواه أبو داود وصححه الألباني.
2/ الحذر من الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء، وهو
محرم كل وقت وحين. وإنما حصل التنبيه هنا لكثرة اجتماع الناس في هذا اليوم وتكرر
الزيارات واللقاءات العائلية والرحلات البرية فيه.
3/ تحرم المصافحة بين المرأة والرجل الأجنبي. وهي
عادة قبيحة مذمومة. وإذا كان النظر إلى الأجنبية محرماً فالمصافحة أعظم فتنة. ولما
طلبت النساء المؤمنات من النبي صلى الله عليه وسلم في المبايعة على الإسلام أن
يصافحهن امتنع وقال: (إني لا أصافح النساء) أخرجه
مالك وأحمد والنسائي والترمذي بنحوه. وقال: حسن صحيح. وصححه ابن حبان. قال ابن عبد
البر في قوله صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء)
دليل على أنه لا يجوز لرجل أن يباشر امرأة لا تحل له، ولا يمسها بيده ولا يصافحها.
وفي حديث معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لأن
يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له) رواه
الطبراني والبيهقي، وقال المنذري: رجال الطبراني ثقات رجال الصحيح. وصححه الألباني.
4/ صلة الرحم فريضة وأمر حتم، وقطيعة الرحم كبيرة من كبائر
الذنوب، قال صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة
قاطع رحم) متفق عليه. ويوم العيد فرصة لصلة الرحم وزيارة الأقارب وإدخال
السرور عليهم. وهذا من جلائل الأعمال وسبب في بسط الرزق وتأخير الأجل، قال صلى الله
عليه وسلم: (من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره
فليصل رحمه) متفق عليه. ولا تكن صلتك لأقاربك مكافأة لهم على قيامهم بحقك،
بل صلهم ولو قطعوك، قال النبي صلى الله عليه وسلم (ليس
الواصل بالمكافىء، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) رواه البخاري.
واعلم أن من صلة الرحم الاتصال الهاتفي على الأقارب عند تعذر المقابلة، والاطمئنان
على صحتهم، وسؤالهم عن أحوالهم، وتهنئتهم عند المحاب، ومواساتهم عند الشدائد
والمكاره.
5/ العيد مناسبة طيبة لتصفية القلوب، وإزالة الشوائب
عن النفوس وتنقية الخواطر مما علق بها من بغضاء أوشحناء، فلتغتنم هذه الفرصة،
ولتجدد المحبة، وتحل المسامحة والعفو محل العتب والهجران، مع جميع الناس من الأقارب
والأصدقاء والجيران. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وما
زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً) رواه مسلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا
يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ
بالسلام) متفق عليه من حديث أبي أيوب رضي الله عنه ورواه أبو داود من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه وزاد: (فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل
النار) وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: (من
هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه) رواه أبو داود، وصححه الألباني