ينبغي للمرأة أن تُلازِم البيت ولا تخرج من بيت زوجها لغير حاجة مُهمّة، فقد روى ابن حبان وغيرُه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "المرأة عَورةٌ فإذا خرجت استشرفها الشيطانُ وأقربُ ما تكونُ المرأةُ إلى وجهِ اللهِ إذا كانت في قَعرِ بيتها".
ومعنى استشرفها الشيطانُ أي يهتمّ بها ليفتنَ بها أو يفتنها. فهو كالذي يُحدقُ بالشىء مهتمًّا به وهو واضع أصابعه فوق عينيه.
ومعنى "وجه الله" هنا طاعة الله، وقد أوَّل بعض السلف "وجه الله" في ءاية {كل شىء هالكٌ إلا وجهَه} بأن المراد بالوجه الطاعات التي يتقرب بها إلى الله.
فمعنى الحديث أنه مطلوب من المرأة أن تلازم البيت فلا ينبغي للمرأة أن تخرج من بيتها إلا لأمرٍ تحتاجه لدينها أو لدنياها، الخروج لغير ذلك من النساء لا ينبغي، أزواج الرسولِ عليه السلام وعلى ءاله بعدما قال لهنّ لما رجع من حجة الوداع "هذه ثُمَّ ظُهُورَ الحُصُر" معناه هذه الحَجَّة خرجتموها معي، بعد ذلك إلْزَمنَ الحُصُر، أي إِلزمنَ بيوتكنَّ، ما خرجت بعد ذلك واحدة منهنّ للحجَّ إلا عائشة.
عائشة خرجت بنيّة الحجّ وقالت قول الرسول : "ثمّ ظُهُورَ الحُصُر" ليس معناه أنه فرض علينا ملازمة البيوت بعد هذا، إنما معناه الأفضل لنا هذا.
فخروج المرأة من البيت إن لم يكن هناك سبب شرعيّ لا خير فيه، بل صلاة الجماعة للمرأة في بيتها أفضل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صلاةُ المرأةِ في بيتها أفضلُ من صلاتها في مسجدي" رواه مسلم.